الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة تتويج "على حلّة عيني" في مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب

نشر في  29 مارس 2016  (10:54)

 أسدل الستار على فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب. وفاز الشريط التونسي "على حلّة عيني" لليلى بوزيد بجائزة أفضل فيلم في قسم الأفلام الطويلة للشباب فيما تمّ التنويه بشريط "الغابة" لـ أونور سايلاك ودوغو آكال، وفي مسابقة أفلام الأطفال فاز فيلم "Adama" لسيمون روبي من فرنسا في فئة الأفلام الطويلة ونال شريط "Bande de Canailles" لـ فايت هليمر من ألمانيا، أما جائزة أفضل شريط قصير فنالها فيلم "the trumpeeteer" لـ راوول روبان وألخاندرو مورلاس من المكسيك مع تنويه خاص لشريط "كان جدي شجرة كرز" تاتيانا بولياكتوفا وأولغا بولياكتوفا من روسيا، فيما تمّ التنويه بشريط "ليلة طويلة" لـكاريمان البيتاسي من العراق.

أما جائزة لجنة تحكيم الأطفال فقد ذهبت للشريط الألماني "Bande de Canailles" وفي مسابقة أفضل شريط قصير تونسي كانت الجائزة من نصيب شريط "A moi" لآمنة هريّش مع تنويه بشريط "دارك سايد" لسيرين طيلوش وفيلم "شوف" لإيمان دليل.

وكان المهرجان شهد عديد الفعاليات، فإلى جانب عرض ما يقرب من 150 فيلما بين أفلام طويلة وأخرى قصيرة، شهد أيضا تنظيم عدد هام من الورشات الموجّهة للأطفال والشباب، في اِختصاصات سينمائية متنوعة بلغ عددها 30 ورشة أشرف عليها 24 مؤطرا واستفاد منها 67 طفلا و167 شابّا من مختلف جهات البلاد ومن الجزائر.

ولعلّ أهم ما ميّز الدورة الحالية التي تعاني من صعوبات مالية كبيرة أمام تجاهل وزارة الثقافة مراجعة المنحة المخصّصة للمهرجان والتي تمّ تقليصها لأربعين ألف دينار فقط، هو الروح النضالية العالية لدى الشباب المتطوّع في مختلف لجان تنظيم الـ "Fifej" حيث كانوا أشبه بخلية نحل لا تهدأ، فالعمل يتواصل حتى ساعات الفجر ويبدأ مع بداية كل يوم جديد، في تحدٍّ كبير للوقت ولكل الظروف التي يمكن أن تعطّل سير الفعاليات وهو ما ساهم فعلا في نجاح الدورة رغم كل الظروف.

شهد المهرجان مشاركات واسعة من قِبل الأطفال والشباب واستمتع الجمهور عشية الإختتام وقبل توزيع الجوائز بعدد من الأعمال التي أُنجزت داخل الورشات، إبداعات لأطفال في عمر الزهور تفكيرا وإنجازا، حفل الإختتام أيضا شهد عرضا راقصا لمجمعة شبابية في إطار "l’art urbain" كما كان للفنان الشاب مرتضى فقرة قدم خلالها وصلة غنائية من كلماته وألحانه.

المهرجان خصّص حيّزا هاما لتكريم فقيد المسرح والسينما الفنان الراحل أحمد السنوسي من خلال إنجاز شريط قصير حول مسيرته شاركت فيه رفيقة دربه الفنانة هيلين كاتزاراس وتمّ إعداده خلال المهرجان وأشرف على تنفيذه المخرج كريم بن حمودة.

ومن الفقرات الهامة أيضا ندوة الجمعيات السينمائية التي بحثت سبل التواصل بينها وآفاق التعاون من أجل السينما التونسية ومستقبلها وخاصة في مجال الهواية.

والجدير بالذكر أنّ مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب بعتبر محضنة لليافعين كي ينمّوا مواهبهم ويجدوا من يحتضن أحلامهم وتطلّعاتهم بعيدا عن الأفكار المتطرّفة التي يمكن أن تعصف بعقولهم وترمي بهم في غياهب الحروب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وبالتالي فمن الضروري أن تفكّر سلطة الإشراف بشكل جدّي وسريع في إعادة الإعتبار لهذا المكسب الوطني الهام وخاصة على المستوى المالي بتوفير إعتمادات تتماشى وتاريخ المهرجان وأهدافه ورسالته النبيلة والتي تندرج بشكل مباشر في سياق ما تبذله تونس في محاربة الإرهاب.